استنساخ وتزوير السمات الحيوية!
كأي أداة مفيدة للبشرية يوجد لها مخربين ومفسدين، لا سيما إذا كانت تلك الأداة تقدم دليلاً لإدانة مجرمين، وتثبت حقوق لآخرين، فمن الطبيعي وجود من سخر نفسه لاختراقها وإفشالها، ذلك من المؤسف القول أن البشر قد نجحوا ومنذ زمن في استنساخ وتزوير بصمات الأصابع، وصناعة أصابع وهمية من البلاستك والسيلكون تحمل نفس البيانات الأصبع الحقيقي.
بل أن الأمر أسوأ من ذلك حتى أصبح من الممكن لبعض المحترفين سرقة ونسخ بصمات شخص ما دون علمه عن طريق مسح بصماته من فوق سطح صلب واتباع عمليات معقدة بعض الشيء لاستخراج قالب وصنع أصبع وهمي يحمل بنفس بصمات الأصبع الحقيقي دون علم صاحب البصمات بما حدث، ومن ثم من الممكن استغلال الضحية وتقديم تلك البصمات للتعريف بالشخص دون علمه ولا إذنه.
من الطرق السهلة لاستنساخ بصمات شخص ما بعلمه وإرادته
كما أن قزحية العين وصورة الوجه أيضا لم تسلما من عمليات الانتحال والتزوير، وأبسط صورها تقديم صورة للوجه أو لقزحية العين عالية الدقة وعرضها على كاميرا النظام.
محاولة انتحال هوية شخص آخر عن طريق تقديم صورة مطبوعة لقزحية العين
في الحقيقة لسنا هنا من أجل تعليم أو شرح طرق الانتحال والتحايل بقدر ما نهدف إلى إيصال معلومة علمية وكشف بعض نطاق الضعف في تاريخ السمات الحيوية، فالحال بين مطوري أنظمة السمات الحيوية والمخترقين هو صراع محتدم، فكلما نجح المخترقون بطريقة ما عكف المطورون للتصدي وبحث واختراع آليات حديثة تفشل تلك الطرق، وما عرضناه أعلاه كانت طرقاً ناجحة للمخرقين وأحدثت ضرراً بالغاً في الأنظمة الأمنية الحيوية في السابق، ولكنها اليوم بفضل التقنيات المطورة والأبحاث الدائمة باتت قصص للتاريخ وجزء من الماضي، وسنفرد موضوع مستقل عن طرق وتقنيات مكافحة الانتحال والتزوير بشيء من التفصيل.